الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث في القرية المتوسطية برادس : هل قتلت الوحدة بعد الطلاق عون البريد كريم شنقا؟

نشر في  16 أفريل 2014  (11:09)

لأن مركز البريد مرفق عمومي يوفر خدمات مختلفة لمن يرتادونه لقضاء شؤونهم ، نزل خبر انتحاره على سكان القرية المتوسطية برادس نزول أحد الأجرام السماوية.. ففي كل الحلقات لا حديث مساء الاثنين الماضي الا عن هذه الحادثة المؤلمة أي عن اقدام عون البريد كريم (غ) على شنق نفسه بشرفة شقته... وان كان انشغال الأهالي كبيرا بهذه الفاجعة ، فلأن الشاب كريم كان موظفا مثاليا سواء من حيث الكفاءة المهنية أو التواصل مع الحرفاء أو السلوك، ويكفي أن تدخل مركز البريد في أواخر الشهر لتلاحظ طوابير مؤلفة خاصة من الشيوخ والعجائز، ورغم أنه العون الوحيد، يقدم المرحوم كريم الخدمات لمستحقيها بسرعة برقية، وأبدا أن تراه متبرما أو متذمرا.. قد تنهكه مشقّة العمل ، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينعكس ذلك على مردوده، فما أحوج اداراتنا الى رجل من معدنه...
الطلاق، ومن قابض الى عون
ومن خاصيات الفقيد أنه لا يبتسم أبدا ويكاد لا يتكلم بما يوحي بأنه يعيش حالة اكتئاب... وأما مرده فانفصاله عن زوجته منذ نحو سنتين وعيشه في عزلة تامة والأقسى من ذلك محروما من ابنه وابنته... قد لا يكون الطلاق ـ وحده ـ هو الذي حكم عليه بالانزواء، ففي عهد بن علي كان كريم قابضا ويقال إن انتماءه الى التجمع هو الذي أوصله الى ذلك المنصب، ولذلك فبمجرد تغيّر الوضع في البلاد ، تحركت بعض الأطراف وطالبت بتغييره، وهو ما حدث فعلا اذ خلفه السيد حسن بوبكري الذي نوّه كل الذين التقيناهم خلال التحقيق بخصاله الانسانية وكفاءته واجتماعيته «sociabilité» ... وممّا جمعنا من معلومات أن الفقيد كان عاديا  يوم حدوث الفاجعة، فقد عمل الى حدود منتصف النهار قبل أن يغادر مركز البريد متوجها الى شقته.
انتحر في شرفة الشقة
.. وبما أن الشرفة مكشوفة بالنسبة الى المارة ، أسدل غطاء صوفيا، وعمد الى شنق نفسه في الشرفة... أقدم على ذلك مدفوعا باليأس والعزلة اللذين كانا يذيقانه الأمرين.. وبما أن كريم لم يعد يردّ على المكالمات الهاتفية منذ الثانية بعد الزوال، وفي حدود السابعة مساء وحتى تطمئن عليه، توجهت شقيقته المتزوجة التي تقيم هي ايضا بالقرية الى شقته وفتحتها لتصعق برؤية جثته تتدلى من حبل، فرفعت عقيرتها بالصياح والنحيب... وبسرعة قدمت سيارة الحماية المدنية ، كما حلّ أعوان أمن بالمكان..
رحم الله كريم لقد فقدت فيه القرية المتوسطية موظفا خدوما ورجلا في منتهى الطيبة.
 

نجيب